دمشق – «القدس العربي» ووكالات: قالت ستة مصادر إن الولايات المتحدة شجعت حلفاءها الأكراد السوريين على التوصل إلى اتفاق تاريخي يوم الإثنين مع الحكومة التي يقودها إسلاميون في دمشق، وهو اتفاق قد يمنع اندلاع مزيد من الصراع في شمال سوريا، في وقت يسوده عدم يقين بشأن مستقبل القوات الأمريكية المنتشرة هناك.
وقالت ثلاثة مصادر إن مظلوم عبدي، قائد “قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد، توجه جوا إلى دمشق على متن طائرة عسكرية أمريكية لتوقيع الاتفاق مع الرئيس المؤقت أحمد الشرع يوم الإثنين.
وقالت ثلاثة مصادر أخرى، من المسؤولين الأمريكيين، إن الولايات المتحدة شجعت “قوات سوريا الديمقراطية” على التحرك نحو اتفاق لتسوية وضعها في سوريا الجديدة، محور المحادثات متعددة المسارات التي بدأت بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول والتي أوردتها رويترز في يناير/ كانون الثاني.
وقال مصدر مخابرات إقليمي كبير إن “الولايات المتحدة لعبت دورا حيويا للغاية” . وقال الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، إن 22 طائرة مقاتلة شاركت في الهجوم الذي شنه على جنوب سوريا، الإثنين، وأسقطت ما يزيد عن 60 قذيفة.
وفي بيان نشره على موقعه قال الجيش: “شنت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي أول أمس (الإثنين) غارات على عشرات الأهداف في جنوب سوريا” .
وقالت القناة 12 العبرية الخاصة إن هجوم الإثنين “هو الأكبر الذي شنه الجيش الإسرائيلي في سوريا منذ موجة الهجمات التي تلت سقوط نظام بشار الأسد” .
من جهة أخرى، توصلت السلطات السورية ووجهاء وأعياء ومشايخ السويداء إلى وثيقة تفاهم أولية، تهدف إلى تنظيم المحافظة من الناحيتين الإدارية والأمنية.
ونقلت شبكة أخبار “السويداء 24” عن مصدر من الرئاسة الروحية قوله إن وثيقة التفاهم الصادرة عن اجتماع دارة قنوات بين مجموعة من السياسيين وموفد الإدارة الجديدة، هي عبارة عن “سلسلة من الطلبات للإدارة الجديدة، وليست اتفاقاً نهائياً”.
وانتهى الاجتماع بتحديد مجموعة من المطالب التي تعهدت الدولة بتنفيذها بالتنسيق مع أبناء المحافظة، وتضمنت تفعيل عمل الضابطة العدلية على الفور، وتعزيز الملف الشرطي والأمني تحت إشراف وزارة الداخلية، وتنظيم أوضاع الضباط والأفراد المنشقين، إضافة إلى جميع الفصائل المسلحة ضمن وزارة الدفاع، وصرف جميع الرواتب المتأخرة للموظفين فوراً، وإعادة النظر في حالات الموظفين المفصولين عن العمل قبل تاريخ 8 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مع إعطاء الأولوية لإعادة توظيف من تم فصلهم تعسفياً.
وكثفت صورتان لأمهات سوريات، أمس، وجع البلاد المكلومة بتوترات أمنية خصوصاً في الساحل، حيث ارتفع عدد الضحايا المدنيين الذين سقط معظمهم على يد فصائل عسكرية، إلى 1383 شخصا،
الصورة الأول هي لأمهات قتلى من الأمن العام سقطوا في اشتباكات الساحل، وهن ينتظرن جثث أبنائهن، في إحدى قرى ريف حماة. أما الثانية فهي للسيدة زرقة سباهية (86 عاماً) واقفةً بجانب جثامين ولديها كنان وسهيل وحفيدها محمد، بينما يوجّه أحد المسلحين كلاماً ساخراً لها: “هذول ولادك.. نحن عطيناكم الأمن بس أنتم غدارين”، لتصرخ في وجهه بصلابة: “فشرت”.
وحسب رواية ابنة زرقة لـ”المرصد السوري”، وقعت الجريمة في 7 آذار/مارس، حين اقتحمت مجموعات أمنية بينها عناصر مكشوفة الوجه وأخرى ملثمة، يرتدون زياً عسكرياً منزل العائلة في قرية قبو العوامية في ريف اللاذقية (القرداحة)، وقاموا بتفجير أقفال المنزل بالقنابل، قبل أن ينهبوا محتوياته ويجبروا الشباب الثلاثة على الخروج، ثم أطلقوا النار عليهم، رغم تأكيدهم أن الشبان مدنيون، ويُدرّس اثنان منهم اللغة الإنكليزية في الجامعة”.
وفي أحدث حصيلة للمدنيين في الساحل أحصى المرصد مقتل 1383 شخصا غالبيتهم الساحقة من العلويين، خصوصا في محافظتي اللاذقية وطرطوس في “عمليات إعدام على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها”