الوثيقة | مشاهدة الموضوع - نيويورك تايمز: نتنياهو أراد ضرب إيران في مايو.. وترامب جمّد الخطة “مؤقتا” وفتح باب التفاوض
تغيير حجم الخط     

نيويورك تايمز: نتنياهو أراد ضرب إيران في مايو.. وترامب جمّد الخطة “مؤقتا” وفتح باب التفاوض

مشاركة » الخميس إبريل 17, 2025 9:34 pm

1.jpg
 
لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا أعدّه كل من جوليان بارنز، وإريك شميت، وماغي هابرمان، ورونين بيرغمان، كشفوا فيه أن إسرائيل كانت تخطط لتنفيذ ضربة عسكرية ضد مواقع نووية إيرانية في أقرب وقت، ربما خلال شهر أيار/مايو المقبل. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن دعم هذه الخطة خلال الأسابيع الأخيرة، مفضّلا خيار التفاوض على اتفاق يحد من البرنامج النووي الإيراني.

وجاء قرار ترامب بعد أشهر من النقاشات الداخلية في البيت الأبيض، حول ما إذا كان من الأفضل مواصلة المسار الدبلوماسي، أو دعم الخطط الإسرائيلية لوقف قدرة طهران على تصنيع سلاح نووي – خاصة في ظل ما وصفه التقرير بضعف إيران العسكري والاقتصادي المتزايد.

وأبرزت تلك النقاشات الانقسامات داخل الإدارة الأمريكية، حيث انقسم المسؤولون بين تيار متشدد تقليديا، وفريق آخر أكثر تشككا في جدوى توجيه ضربة عسكرية قد تؤدي إلى حرب أوسع دون ضمان إنهاء الطموحات النووية الإيرانية.

أعد المسؤولون الإسرائيليون مؤخرا خططا مفصلة لمهاجمة منشآت نووية إيرانية بدعم أمريكي محتمل، وكانوا مستعدين لتنفيذها خلال شهر مايو

ووفقًا للتقرير، فقد أعد المسؤولون الإسرائيليون مؤخرا خططا مفصلة لمهاجمة منشآت نووية إيرانية بدعم أمريكي محتمل، وكانوا مستعدين لتنفيذها خلال شهر أيار/مايو. وفي بعض الحالات، أبدوا تفاؤلا بإمكانية حصولهم على ضوء أخضر من واشنطن، على أمل إبطاء تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي لمدة عام أو أكثر.

لكن، وفي ظل رغبته في تجنّب الانزلاق إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، قرّر ترامب تعليق الخيار العسكري مؤقتا، وفتح الباب أمام مفاوضات مع طهران. وبحسب التقرير، منح ترامب الإيرانيين مهلة تمتد لبضعة أشهر فقط للتوصل إلى اتفاق.

في وقت سابق من هذا الشهر، أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكومة الإسرائيلية بقراره عدم دعم أي هجوم عسكري على إيران في المرحلة الحالية. وقد ناقش القرار مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، مستغلا اجتماعا في المكتب البيضاوي للإعلان عن بدء محادثات أمريكية مع إيران.

وفي بيان ألقاه بالعبرية بعد الاجتماع، قال نتنياهو إن أي اتفاق مع إيران لن يكون له جدوى ما لم يُسمح للموقعين عليه “بدخول المنشآت، وتفجيرها، وتفكيك جميع المعدات، تحت إشراف أمريكي وتنفيذ أمريكي”.

لطالما وضعت إسرائيل خططا لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وتدربت على تنفيذ عمليات قصف لتقييم حجم الأضرار التي قد تُحدثها، سواء بدعم أمريكي أو بدونه. غير أن الزخم داخل الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ هجوم عسكري تصاعد بعد سلسلة من النكسات التي تعرضت لها إيران العام الماضي.

بناء على طلب نتنياهو، قدّم كبار المسؤولين الإسرائيليين لنظرائهم الأمريكيين خطة مبدئية، تجمع بين غارة كوماندوز على منشآت نووية تحت الأرض وحملة قصف جوي

بناء على طلب نتنياهو، قدّم كبار المسؤولين الإسرائيليين لنظرائهم الأمريكيين خطة مبدئية، تجمع بين غارة كوماندوز على منشآت نووية تحت الأرض وحملة قصف جوي. كان الإسرائيليون يأملون أن تشارك الطائرات الأمريكية في هذه العملية، إلا أن الجيش الإسرائيلي أشار إلى أن الكوماندوز لن يكون جاهزا قبل تشرين الأول/أكتوبر. ورغم ذلك، أراد نتنياهو تنفيذ العملية في وقت أقرب، ما دفع المسؤولين إلى التركيز على خيار بديل: حملة قصف موسعة تتطلب أيضا دعما أمريكيا.

في البداية، أبدى بعض المسؤولين الأمريكيين انفتاحا على دراسة الخطة. وناقش الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، مع مستشار الأمن القومي مايكل والتز، سبل دعم واشنطن لأي هجوم إسرائيلي محتمل، في حال قرر ترامب المضي بالخطة.

وبينما كانت الولايات المتحدة تكثف عملياتها العسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، بدأ الجنرال كوريلا، بدعم من البيت الأبيض، بنقل معدات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط. وأرسلت واشنطن حاملة الطائرات “كارل فينسون” إلى بحر العرب لتنضم إلى “هاري إس ترومان” في البحر الأحمر، إضافة إلى نشر بطاريتي صواريخ “ثاد” في المنطقة. كما تم إرسال ست قاذفات من طراز B-2 القادرة على حمل قنابل تزن 30 ألف رطل إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.

رغم هذا الاستعداد العسكري، بدأت الشكوك تظهر داخل إدارة ترامب بشأن الخطة. وفي اجتماع هذا الشهر، قدّمت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، تقييما يفيد بأن تعزيز الحضور العسكري الأمريكي قد يشعل نزاعا أوسع مع إيران – وهو أمر لا ترغب فيه الإدارة. وشارك عدد من المسؤولين مخاوفها، بمن فيهم مايكل والتز، المعروف بموقفه المتشدد من إيران، والذي عبّر عن قلقه من أن الخطة الإسرائيلية لن تنجح دون دعم أمريكي واسع.

في تلك الأثناء، بدأت مؤشرات على انفتاح إيراني على المحادثات تظهر. ففي آذار/مارس، أرسل ترامب رسالة يعرض فيها إجراء مفاوضات مباشرة مع طهران. ورغم أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بدا رافضا، فقد رد مسؤول إيراني كبير لاحقا برسالة تشير إلى قبول ضمني لمحادثات غير مباشرة.

لكن الجدل لا يزال محتدما داخل فريق ترامب حول شكل الاتفاق المقبول مع إيران. وخلال زيارة إلى إسرائيل، أبلغ الجنرال كوريلا المسؤولين هناك بأن البيت الأبيض قرر تعليق خطة الهجوم على المنشآت النووية. ثم اتصل نتنياهو بترامب في 3 نيسان/أبريل، لكن ترامب فضّل عدم مناقشة الملف عبر الهاتف، ودعاه إلى زيارة واشنطن. وصل نتنياهو في 7 نيسان/أبريل، وفي اليوم التالي أعلن ترامب رسميا عن انطلاق المحادثات مع إيران، دون أن يستبعد في الوقت نفسه الخيار العسكري، إذ قال: “إذا تطلب الأمر تدخلا عسكريا، فسنتدخل. وستقود إسرائيل العملية بطبيعة الحال”.

بعد اللقاء، كلّف ترامب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون راتكليف، بزيارة إسرائيل. والتقى راتكليف بنتنياهو ورئيس الموساد ديفيد بارنيا لمناقشة سيناريوهات متعددة، من بينها شن ضربات عسكرية، أو تنفيذ عمليات سرية، أو تشديد العقوبات على إيران.

وكانت تلك الاجتماعات امتدادا لنقاش قديم خاضه نتنياهو مع رؤساء أمريكيين على مدى نحو عقدين، بهدف دفع واشنطن لدعم ضربة عسكرية ضد إيران. ومع تراجع الدعم، ركز نتنياهو على تنفيذ عمليات سرية، بما في ذلك اغتيال علماء نوويين إيرانيين وتخريب منشآت حساسة. لكن رغم أن هذه الجهود ربما أخّرت البرنامج النووي الإيراني، فإنه بات اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى إنتاج ما لا يقل عن ست قنابل نووية في غضون عام.

ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أن إسرائيل، بمفردها، لا يمكنها توجيه ضربة مدمّرة للمنشآت النووية الإيرانية باستخدام حملة قصف فقط. وقد طالبت إسرائيل مرارًا بالحصول على “القنبلة الخارقة للتحصينات” الأمريكية، التي تزن 30 ألف رطل، لكنها لم تحصل عليها حتى الآن.

يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن إسرائيل، بمفردها، لا يمكنها توجيه ضربة مدمّرة للمنشآت النووية الإيرانية باستخدام حملة قصف فقط. وقد طالبت إسرائيل مرارا بالحصول على “القنبلة الخارقة للتحصينات” الأمريكية، التي تزن 30 ألف رطل، لكنها لم تحصل عليها حتى الآن

ناقشت إسرائيل عدة خيارات لضربة في أيار/مايو مع الولايات المتحدة، بينها عملية مشتركة تعتمد على غارات جوية مدعومة بغارات كوماندوز – نسخة موسّعة من عملية نفذتها إسرائيل في سوريا العام الماضي لتدمير منشأة تابعة لـ”حزب الله”.

في تلك العملية، استخدمت إسرائيل الغارات الجوية لتدمير الدفاعات، ثم أنزلت قوات كوماندوز بالمروحيات إلى موقع تحت الأرض، حيث زرعوا متفجرات لتفكيك معدات تصنيع الصواريخ.

لكن المسؤولين الأمريكيين حذروا من أن قوات الكوماندوز لن تتمكن من الوصول إلى كافة المواقع الإيرانية، خصوصا أن اليورانيوم عالي التخصيب يُخزن في مواقع متعددة داخل البلاد. ولتأمين نجاح المهمة، كانت إسرائيل تطلب دعما جويا مباشرا من الولايات المتحدة.

ورغم هذا، أشار القادة العسكريون الإسرائيليون إلى أن التخطيط لعملية معقدة بهذا الحجم سيتطلب أشهرا من التحضير، في حين كان نتنياهو يضغط لتنفيذها في أسرع وقت ممكن.

ومع استبعاد خيار الكوماندوز، بدأت المناقشات تتركز على خطة بديلة – حملة قصف مكثفة تبدأ في أوائل أيار/مايو وتستمر لأكثر من أسبوع، بمشاركة محتملة من الطائرات الأمريكية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير