الوثيقة | مشاهدة الموضوع - “بي كي كي” العراقي لديه تفاهمات مع الفصائل وقد لا ينزع سلاحه
تغيير حجم الخط     

“بي كي كي” العراقي لديه تفاهمات مع الفصائل وقد لا ينزع سلاحه

القسم الاخباري

مشاركة » الثلاثاء مايو 13, 2025 6:55 am

ب
5.jpg
 
غداد/ تميم الحسن

رحّبت كردستان بقرار حزب العمال المعارض لتركيا، حلّ نفسه وإلقاء السلاح، فيما لا يُعرف كيف ستتصرف المجموعة التابعة للحزب في العراق.
ويُعتقد أن سلسلة من الانشقاقات ضربت الحزب منذ اعتقال زعيمه عبد الله أوجلان نهاية تسعينيات القرن الماضي، وما زال محبوسًا حتى الآن في السجون التركية.
وقال نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان، في بيان أمس، إن “هذه الخطوة (إشارة إلى حل الحزب نفسه) تعكس نضجًا سياسيًا وتمهّد الطريق لحوار حقيقي يعزز التعايش والاستقرار في تركيا وعموم المنطقة”.
وشدّد على أن “الوقت قد حان لأن تُقابل هذه الخطوة المهمة بخطوات إيجابية وضرورية أخرى من قبل جميع الأطراف المعنية”.
وأعلنت وكالة “فرات” للأنباء، المقربة من حزب العمال الكردستاني، يوم الإثنين، أن الجماعة التي تخوض صراعًا مع الدولة التركية منذ أكثر من 40 عامًا، قررت حل نفسها وإنهاء الصراع المسلح.
وجاء في بيان للحزب بعد عقد مؤتمره الأسبوع الماضي: “قرر المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني حل البنية التنظيمية لحزب العمال الكردستاني وإنهاء كفاحه المسلح”.
وكان زعيم الحزب، عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد، قد دعا في 27 شباط الماضي أنصاره إلى إلقاء السلاح وإنهاء النزاع المسلح الذي أودى بحياة حوالي 40 ألف شخص منذ عام 1984.
ويُسيطر الحزب المعارض لأنقرة، المعروف بـ”بي كي كي”، في العراق على قرى قرب دهوك، ومدينة سنجار شمال الموصل.
وتركيا لديها مئات القواعد العسكرية وآلاف الجنود في العراق منذ نحو 10 سنوات، إضافة إلى أسلحة مدرعة، بذريعة ملاحقة الحزب.
الحرس الجديد
مختار الموسوي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، يقول إن “حزب العمال الكردستاني يسيطر على منطقة كاملة في جبل سنجار، وقد لا يترك سلاحه إلا إذا تم الإفراج عن أوجلان”.
تنقّل أوجلان، رئيس الحزب الذي تأسس عام 1978، بين العراق وسوريا، قبل أن يتم اعتقاله وسجنه في تركيا بتهمة الخيانة، حتى الآن.
ويرجّح الموسوي أن المجموعة التابعة لحزب العمال في سنجار “قد ترفض الانخراط في بيان حل الحزب نفسه، ما يعني أن مبررات بقاء القوات التركية في العراق قد تستمر”.
ويُعتقد أن نظام صدام كان قد قايض تركيا على السماح لها بملاحقة عناصر العمال على مسافة 5 كيلومترات (3.1 ميل) داخل الأراضي العراقية (لم تتأكد هذه الاتفاقية حتى الآن).
مطلع تسعينيات القرن الماضي، حدث تغيير كبير في العراق بعد حرب الخليج الثانية – الكويت 1990-1991، وفقدت بغداد السيطرة على شمالي البلاد، وتمدد حينها حزب العمال بشكل كبير.
واستمر بالمقابل الجيش التركي، طبقًا لاتفاقه السابق مع صدام، بشن عمليات ضد حزب العمال في كردستان التي كانت حينها تتمتع بحماية دولية.
حتى جاء عام 2003 واجتياح أمريكا للعراق وإسقاط نظام صدام حسين، حيث بدأ أعضاء حزب العمال النزول من الجبال.
يقول مصدر محلي في سنجار، شمال الموصل، إن “الجيل الجديد من حزب العمال هنا في شمالي العراق يختلف أيديولوجيًا مع أوجلان”.
ويشير المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن أطرافًا في “بي كي كي” العراق “لديها تفاهمات مع فصائل ويستلم بعضهم مرتبات من الحشد الشعبي”.
ومع ظهور تنظيم “داعش” وسيطرته على مدن واسعة في سوريا والعراق عام 2014، شهد حزب العمال تحوّلًا في دوره.
شارك حزب العمال في القتال ضد “داعش”، وبعد ذلك سيطر على بلدة سنجار، وفي 2015 كُشف عن إنشاء معسكر تركي في شمال الموصل (معسكر زيلكان).
“زيارات شخصية”
يقول مختار الموسوي، وهو قيادي في منظمة بدر، إنه “لا يمكن التكهّن بما ستفعله تركيا بعد قرار حل حزب العمال، لكن كان يجب على الحكومة العراقية اطلاعنا على الأمر”.
يشير الموسوي إلى الزيارات المتعددة لرئيس الحكومة، محمد السوداني، إلى تركيا، آخرها كان الأسبوع الماضي.
ويضيف: “تبدو الزيارات شخصية، ولا نعرف ماذا جرى بشأن القوات التركية في العراق؟!”.
وبحسب جبار الياور، وزير البيشمركة السابق في حكومة كردستان، فإن “عدد القواعد العسكرية التركية الموجودة شمالي العراق يبلغ نحو 80 قاعدة، وهي متنوعة بين معسكر كبير وصغير، وموزعة بين أربيل ودهوك ونينوى، على طول الحدود العراقية – التركية”.
وتنتشر هذه المعسكرات، وفق الياور، بعمق 10 كيلومترات، وفي مواقع أخرى بعمق 40 كيلومترًا، على امتداد 200 كيلومتر على طول حدود البلدين.
ووفق الياور، فإن “عديد القوات التركية في العراق لا يقل عن 5 آلاف جندي”.
وبدأت تركيا في حزيران الماضي، بشن أوسع توغّل بري عبر الحدود العراقية، فيما اقتربت ببضعة كيلومترات عن مدينة دهوك.
المفاوضات والانشقاقات
وعن حل “البي كي كي” وتأثيراته في العراق، يقول أحمد الياسري، وهو باحث سياسي مقيم في أستراليا، إن “أكثر فترة تفاوضية قادتها الحكومات التركية مع حزب العمال، كانت فترة وصول رجب طيب أردوغان إلى السلطة”.
كانت هناك قرارات سابقة لنزع سلاح حزب العمال التركي، حدثت في 2009 و2011 و2015، وقبل 3 سنوات جرت تفاهمات أخرى بين أنقرة والحزب ثم انهارت.
ويضيف الياسري أن “مشكلة العراق في الشريط الحدودي مع تركيا، تحديدًا في جبال قنديل، وهي منطقة تمتد لنحو 150 كم، ولا يمكن السيطرة عليها، لأنها مناطق وعرة، وحزب العمال يتمترس هناك، فيحتاج الأمر إلى قرار سياسي”.
ويرى الباحث أن دعوة أوجلان الأخيرة جاءت بسبب حالة انشقاق داخل الحزب وتوسّع دوره، ويُمثّل حالة “بي كي كي” بتوسّع حزب الله اللبناني.
ويقول الياسري: “حين كان (حزب الله) يركّز على الحرب مع إسرائيل داخل الجغرافية اللبنانية، استطاع أن يُحرج إسرائيل ويحصل على مكاسب، وحتى مع حرب تموز في 2006 لم ينهار، لكن حين توسع دوره وصارت له أدوار إقليمية في العراق وسوريا واليمن، سهلت عملية إقصائه وفقد حضوره داخل لبنان”.
ويتابع: “هناك توسع لدور حزب العمال في المنطقة، بدأ يطرح نفسه كمنظمة إقليمية وليس تركية، قبل أيام استهدف نقاط بيشمركة عراقية، وصار الحزب يدخل في صراعات في سنجار وكركوك وسوريا، ويدعم الحركات المناوئة لإيران”.
ويعتقد الباحث أن هناك أزمة قيادة داخل حزب العمال، وتعدد أدوار الحزب أفرز قيادات ميدانية جديدة، وأوجلان يريد أن يعرف من يؤمن بقيادته.
دعوتُه جاءت، بحسب الياسري، وهو يترأس المركز العربي الأسترالي للدراسات الستراتيجية، لـ”فصل حزب العمال” عن الأحزاب المرتبطة به منهجيًا في سوريا والعراق.
وأيضًا، وفق رئيس المركز العربي، لـ”كسر رمزية القيادات الفرعية” التي تعمل باسم أوجلان، وخصوصًا في العراق، ولذلك قسم استجاب لدعوة زعيمه، وقسم آخر لم يستجب.
ويشير الياسري إلى أن “دعوة أوجلان هي محاولة بلورة فكر ونشاط حزب العمال ضمن السياقات التركية، وإطفاء الأدوار الإقليمية لدور الجوار، التي لم تكن من أهداف الحزب الرئيسية”.
مبررات تركيا
العراق، بحسب هذه المعادلة، يريد أن ينتهي هذا المسار، وألا تُخلق لتركيا مبررات التدخل في العراق سواء باتفاق ضمني مع تركيا أو بطرق أخرى، كما كان في النظام السابق، وفق ما يقوله الياسري.
وتُبرر تركيا التدخل في شمالي العراق بحماية أمنها القومي، ويقول الياسري إن “العراق لا يستطيع أن يُقنع العالم بأن تركيا تحتل أراضيه وتقتطع أجزاء منه دون أن يكون هناك إيقاف للعمل المسلح وإيقاف مبررات التدخل التركي”.
لكن المهم، بحسب الباحث، في هذه اللحظة هو إجراء تفاهمات مع إيران وتركيا في محاولة إطفاء المعارضة والصراع المسلح، سواء المهدد لإيران أو تركيا، بالتوافق مع كردستان.
ويقول الياسري إن “التهديدات لإيران تم احتواؤها وتم نقل أعضاء الأحزاب المعارضة الكردية إلى معسكرات لاجئين، تقريبًا انتهت هذه الصفحة، لكن بقي حزب العمال هو الأصعب”.
ويُبين الباحث أن رئيس الحكومة، محمد السوداني، تعاون كثيرًا مع تركيا في هذا الجانب، وهو مرتاح لدعوة أوجلان، وسنرى في المرحلة المقبلة كيف ستتخلى مجموعة حزب العمال في العراق عن سلاحها، وإن كانت ستلغي الأدوار الثانية الإقليمية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار