الوثيقة | مشاهدة الموضوع - مع استمرار غلق أنبوب جيهان.. نفط العراق أمام خطورة إغلاق مضيق هرمز
تغيير حجم الخط     

مع استمرار غلق أنبوب جيهان.. نفط العراق أمام خطورة إغلاق مضيق هرمز

مشاركة » الثلاثاء يونيو 24, 2025 8:59 am

إعداد: حامد أحمد

مع قيام الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات جوية استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، تُثار تكهّنات بأن إيران قد تلجأ إلى إغلاق أو تعطيل مضيق هرمز أمام حركة الملاحة الدولية، مما يتسبّب بعرقلة صادرات النفط، وسيكون تأثير ذلك صعبًا جدًا على مصدّري النفط من بلدان الخليج، وفي مقدّمتهم العراق، الذي يعتمد 95% من اقتصاده على صادرات النفط، في وقت ما يزال أنبوب التصدير العراق – تركيا (جيهان) مغلقًا حتى الآن.

ويُعدّ هذا الممر المائي الضيّق عند الخليج من أهم الممرات البحرية في العالم، إذ يمرّ عبره نحو ربع تجارة النفط المنقولة بحرًا عالميًا. لذا، فإن قدرة إيران على منع عبور الشاحنات العملاقة التي تنقل النفط والغاز إلى الصين وأوروبا وغيرها من المناطق الرئيسة المستهلكة للطاقة، ستؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، وقد تزعزع اقتصاديات بلدان تعتمد على موارد صادرات النفط، هذا بالإضافة إلى زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي.
العراق وبلدان خليجية أخرى من أعضاء منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، أمثال السعودية وقطر والإمارات، يراودها القلق المتزايد من تهديدات غلق مضيق هرمز.
ومع إغلاق خط أنبوب التصدير جيهان الواصل بين العراق وتركيا عبر البحر المتوسط، فإن جميع صادرات العراق النفطية تُنقل حاليًا بحرًا عبر ميناء البصرة، مما يجعل بغداد شديدة الاعتماد على المرور الآمن لصادراتها النفطية عبر مضيق هرمز.
وكانت واشنطن قد حثّت بغداد سابقًا، عبر مسؤولي الخارجية الأميركية، على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع أربيل وشركات النفط العالمية العاملة في إقليم كردستان، وحلّ الخلافات، مما يُسهّل إعادة فتح أنبوب التصدير جيهان واستئناف الصادرات النفطية المتوقفة منذ آذار 2023، لما فيه مصلحة اقتصادية للبلد وتشجيع استثمارات مستقبلية.
وفي غضون ساعات من الضربة، ارتفع سعر النفط إلى حدود 80 دولارًا للبرميل، مع توقعات ببلوغه 100 إلى 120 دولارًا إذا تمّ إغلاق مضيق هرمز، مما سيؤدي إلى زعزعة اقتصاديات المنطقة وخنق الاقتصاد العالمي، ويقود ذلك إلى تضخّم مع انهيار عملات الدول المعتمدة على تصدير النفط.
وفي شهر نيسان الماضي، صدّر العراق أكثر من 100 مليون برميل، من بينها أكثر من 99 مليون برميل عبر الخليج العربي ومضيق هرمز، أما نفط كركوك إلى الأردن ومن حقل القيارة فيبلغ حوالي مليون برميل خلال نيسان فقط. وهذا يعني أن العراق سيفقد إيراداته النفطية على نحو كبير.
من جانبه، حذّر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، من فقدان الأسواق العالمية 5 ملايين برميل من النفط يوميًا في حال إغلاق مضيق هرمز من قبل الجانب الإيراني بسبب التصعيد العسكري.
وسبق أن استهدفت إيران سفنًا تجارية مرّت عبر هذا الممر، وهدّدت مرارًا بإغلاقه على مرّ السنين. وقبل الضربات الأميركية الأخيرة، كانت حركة شحن النفط من المنطقة وعبر مضيق هرمز تسير دون عوائق كبيرة. وحتى أن صادرات إيران من النفط قد ارتفعت، وظلّت حركة ناقلات النفط عبر المضيق مستقرة إلى حد كبير. ومع ذلك، نصحت وزارة الشحن اليونانية يوم الأحد مالكي السفن اليونانية بإعادة النظر في استخدام المضيق.
ويربط مضيق هرمز الخليج العربي بالمحيط الهندي، وتحدّه إيران شمالًا، والإمارات العربية وسلطنة عمان جنوبًا، حيث يبلغ طوله حوالي 161 كيلومترًا، وعرضه 33.8 كيلومترًا في أضيق نقطة، مع ممرات شحن باتجاهين لا يتجاوز عرض كل منهما 3.2 كيلومتر.
ويُعدّ المضيق ممرًا أساسيًا في تجارة النفط العالمية، وبحسب بيانات بلومبيرغ، تمرّ عبره حوالي 16.5 مليون برميل من النفط الخام والمكثّفات، قادمة من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران، كما يُعدّ المضيق حيويًا لنقل الغاز الطبيعي المسال، إذ يمرّ عبره أكثر من خمس إمدادات العالم.
يُذكر أن إيران لا تمتلك أية سلطة قانونية لإيقاف المرور عبر المضيق، لذا فإن تنفيذ ذلك سيتطلّب استخدام القوة أو التهديد باستخدامها. وإذا حاولت البحرية الإيرانية منع دخول المضيق، فمن المرجّح أن تواجه ردًا قويًا من الأسطول الخامس الأميركي وقوات بحرية غربية أخرى تراقب المنطقة.
لكن إيران تستطيع إحداث اضطراب كبير دون أن تغادر سفينة حربية واحدة الميناء. إذ بإمكانها مضايقة السفن باستخدام زوارق دورية صغيرة وسريعة، أو إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ نحو السفن من مواقع ساحلية أو داخلية، مما قد يجعل عبور المضيق أمرًا محفوفًا بالمخاطر على السفن التجارية.
وتشير التقارير إلى أن إغلاق مضيق هرمز سيؤثر سريعًا على الاقتصاد الإيراني نفسه، إذ سيمنع طهران من تصدير نفطها. كما سيُغضب ذلك الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني وشريك ستراتيجي لطهران، حيث استخدمت في الماضي حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية إيران من العقوبات الغربية.
وبينما أكّد وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، أن حركة تصدير النفط مستقرة حتى الآن، أشار إلى أنه في حال إغلاق مضيق هرمز، فهناك بدائل للتصدير تعمل عليها وزارة النفط.

• عن وكالات وصحف عالمية
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير