دمشق ـ (أ ف ب) – الاناضول: استهدفت غارات إسرائيلية ليل الإثنين مواقع في سوريا قرب مدن اللاذقية (غرب) وحمص وتدمر (وسط)، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ “الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة جوية استهدفت كتيبة للقوات الجوية تقع جنوب شرق مدينة حمص، حيث دوّت انفجارات قوية في المنطقة المستهدفة، وسط معلومات أولية عن أضرار مادية”.
ومنذ أن أطاح تحالف فصائل إسلامية مسلّحة الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، شنّت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا واضعة ذلك في سياق الحؤول دون سيطرة السلطات الجديدة على ترسانة الحكم السابق. كما تقدمت قواتها في المنطقة العازلة في هضبة الجولان.
وبينما لا يزال البلدان رسميا في حالة حرب منذ العام 1948، أقرّت السلطات الانتقالية السورية في الآونة الأخيرة بعقد مفاوضات مع الدولة العبرية بهدف العودة إلى تطبيق اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974.
ad
وفي نهاية آب/أغسطس نفّذ الجيش الاسرائيلي إنزالا جويا في موقع عسكري يقع على بُعد نحو 30 كلم جنوب دمشق، كان تعرّض لقصف متكرر، وفق الإعلام الرسمي السوري.
ولم تؤكّد اسرائيل تلك العملية، لكنّ وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكّد أنّ القوات الإسرائيلية تعمل “في الليل والنهار” حيثما تقتضي الضرورة لحماية أمن بلدهم.
وفي مطلع أيلول/سبتمبر أفادت “سانا” بأن قوات إسرائيلية اعتقلت سبعة أشخاص في القنيطرة في جنوب سوريا حيث “توغلت” في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي وقامت بمداهمة وتفتيش عدد من المنازل.
ad
ومن جهتها اعتبرت سوريا، الاثنين، الاعتداءات الإسرائيلية على مواقع في محافظتي حمص واللاذقية خرقا صارخا لسيادتها وتهدد أمنها واستقرارها الإقليمي، داعية مجلس الأمن لاتخاذ موقف “حازم” يضع حدا لهذه الاعتداءات.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية السورية، لم يتحدث عن تفاصيل الأهداف التي طالها القصف مساء الاثنين، وما إذا كان هناك خسائر بشرية أو أضرار مادية.
ووفق البيان، فإن سوريا أعربت عن “إدانتها الشديدة للعدوان الجوي الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستهدفاً عدة مواقع في محافظتي حمص واللاذقية، في انتهاك فاضح للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
وأكدت الخارجية السورية أن “هذه الاعتداءات تمثل خرقاً صارخاً لسيادة سوريا، ومحاولة يائسة لزعزعة أمنها واستقرارها الإقليمي، وتندرج ضمن سلسلة التصعيدات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل ضد الأراضي السورية”.
وشددت على رفض سوريا “بشكل قاطع أي محاولات للنيل من سيادتها أو المساس بأمنها الوطني”.
ودعت “المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في إدانة هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها، وضمان عدم تكرارها، بما يحفظ سيادة سوريا وسلامة أراضيها”.
وفي وقت سابق الاثنين، أفادت وكالة “سانا” السورية بأن “طيران الاحتلال الإسرائيلي شن غارة على محيط مدينة اللاذقية (شمال غرب)، كما شن غارة أخرى استهدفت محيط حمص”، دون مزيد من التفاصيل.
ومنذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تنتهك إسرائيل سيادة سوريا، رغم مساعي الإدارة السورية الجديدة لترسيخ الأمن والتعافي من آثار الحرب والتركيز على التنمية الاقتصادية.
وسبق أن حاولت إسرائيل تبرير عدوانها المتكرر على سوريا بسعيها إلى تحويل جنوب البلد العربي إلى منطقة “منزوعة السلاح”، فضلا عن تدخلاتها المتكررة تحت ذريعة “حماية الدروز”.
وفي تصريحات سابقة، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن دمشق لا تسعى إلى حرب مع إسرائيل، وجدد الدعوة إلى تطبيق اتفاقية فصل القوات لعام 1974.
وفي 8 ديسمبر 2024، أعلنت إسرائيل انهيار الاتفاقية واحتلال جيشها المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان (جنوب غربي)، التي تحتل معظم مساحتها منذ عقود.
واتفاقية فصل القوات (فض الاشتباك) جرى توقيعها بين إسرائيل وسوريا في 31 مايو/ أيار 1974، وأنهت حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية.