الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ثقب أسود ثقيل جدا عملاق في الفضاء يُحير العلماء بسبب نموه السريع… هل يلتهم الأرض؟
تغيير حجم الخط     

ثقب أسود ثقيل جدا عملاق في الفضاء يُحير العلماء بسبب نموه السريع… هل يلتهم الأرض؟

مشاركة » الأحد سبتمبر 28, 2025 1:22 am

3.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: دخل العلماء في حيرة من أمرهم بعد أن رصدوا ثقباً أسود في الفضاء ووجدوا أن هذا الثقب يتسع وينمو بسرعة فائقة وغير مسبوقة، وهو ما أشاع موجة من المخاوف في أوساطهم بشأن مستقبل هذا الثقب.

ووجد العلماء أن هذا الثقب الأسود ينمو بسرعة تفوق الحد النظري بـ2.4 مرة، وهو ما يثير حالة رعب شديدة.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، إن الثقوب السوداء تُعدّ من أكثر الأجسام إثارةً للخوف في الكون، حيث تستطيع هذه التجمعات الهائلة من المادة المتراصة، ذات الجاذبية القوية التي لا يستطيع الضوء الإفلات منها، أن تلتهم كواكب بأكملها.
ووفقاً للعلماء، يبدو أن ثقباً أسود واحداً تحديداً يتمتع بشهية لا تُقهر.
ويقع الثقب الأسود، المسمى «RACS J0320-35» على بُعد 12.8 مليار سنة ضوئية، ويزن حوالي مليار مرة كتلة شمسنا.
وتكشف بيانات مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أن هذا الثقب الأسود ينمو بسرعة تفوق الحد النظري بـ2.4 مرة، وهو أحد أسرع المعدلات المُسجلة على الإطلاق.
ومصدر طاقة هذا «الوحش المتوهج» هو كميات كبيرة من المادة، مثل الغاز والغبار وبقايا النجوم الأخرى، بحسب ما يقول العلماء.
ومع استهلاكها بشراسة، تُصدر المادة إشعاعات شديدة، يمكن رصدها بواسطة تلسكوبات مثل تشاندرا.
وقال لوكا إيغينا، مؤلف الدراسة في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية في كامبريدج، ماساتشوستس: «كان من المذهل رؤية هذا الثقب الأسود ينمو بسرعة هائلة».
وتنمو الثقوب السوداء عن طريق التهام المادة المحيطة بها -وهي عملية يُطلق عليها العلماء اسم التراكم- وكذلك عن طريق الاندماج مع ثقوب سوداء أخرى.
وتتمتع هذه الثقوب بـ«قرص تراكم» شديد السطوع، وهو قرص ساخن من الغاز يدور حول الثقب الأسود، وهو مصدره الرئيسي للضوء. ويتكون قرص التراكم من انبعاث الطاقة من المادة أثناء سقوطها في الثقب الأسود، سواء كانت غازاً أو غباراً أو مادة.
وبكتلة تبلغ حوالي مليار ضعف كتلة شمسنا، يُصنف هذا الثقب الأسود «RACS J0320–35»، رسمياً ضمن النطاق الأعلى لتصنيف «الثقوب السوداء فائقة الكتلة»، ولا يزال ينمو.
ويعتقد الباحثون أن كتلة النجم تزداد بمعدل يتراوح بين 300 و3000 كتلة شمسية سنوياً. وهذا يعني أنه يلتهم ما يعادل 300 إلى 3000 كتلة شمسية من شمسنا سنوياً!
وتوجد ثقوب سوداء هائلة الكتلة في مراكز معظم المجرات الكبيرة.
وعلى سبيل المثال، القوس «A*» هو الثقب الأسود الواقع في مركز مجرتنا درب التبانة، لكن كتلته لا تتجاوز حوالي 4.3 مليون ضعف كتلة شمسنا، لكن ما يميز «RACS J0320–35» هو كتلته العالية ومعدل نموه المرتفع بشكل غير عادي.
وتم اكتشاف «RACS J0320–35» قبل عامين باستخدام مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لناسا، وهو أقوى تلسكوب للأشعة السينية في العالم.
ويدور تشاندرا حول الأرض منذ أكثر من 25 عاماً، وهو مصمم خصيصًا لرصد انبعاثات الأشعة السينية من المناطق شديدة الحرارة في الكون.
والآن، باستخدام بيانات من تلسكوب «ناسا»، تمكّن الباحثون من تحديد معدل النموّ المذهل للثقب الأسود. وينمو بمعدل 2.4 ضعف حدّ إدينغتون، وهو الحدّ الأقصى النظري للسرعة الذي يُحدّد مدى سرعة امتصاص الثقب الأسود للمادة.
وحدّ إدينغتون هو النقطة التي تتغلب فيها قوة الإشعاع الخارجيّة على قوة الجاذبية الداخليّة – وهي نفس الجاذبية التي تجذب المادة المحيطة.
ووفقاً للنظرية المُسلّم بها، فإنّ جميع المواد التي تسقط في الثقب الأسود فوق هذا الحدّ ستُقذف بعيدًا بسبب ضغط الإشعاع، مما يُعطّل التراكم الذي يُغذّي الثقب الأسود، لذا، فإنّ استمرار نموّه – بمعدل 2.4 ضعف حدّ إدينغتون – يُثير حيرة العلماء.
ومن اللافت للنظر أنّ «RACS J0320–35» يُنتج أشعة سينية أكثر من أيّ ثقب أسود آخر شوهد في المليار سنة الأولى من عمر الكون، كما جاء في البحث المنشور.
ويقع هذا الثقب الأسود على بُعد حوالي 12.8 مليار سنة ضوئية من الأرض، ما يعني أن ضوئه استغرق 12.8 مليار سنة ليصل إلينا.
ولأن عمر الكون 13.8 مليار سنة، لا يرى علماء الفلك هذا الثقب الأسود إلا بعد 920 مليون سنة من نشوئه.
ويقول العلماء إن الثقوب السوداء بعيدة جداً لدرجة أن التقاط صورة لها لم يكن ممكناً إلا في عام 2019، باستخدام شبكة ضخمة من التلسكوبات الأرضية. ومع ذلك، لدينا فرصة كبيرة جداً لرؤية انفجار ثقب أسود بحلول عام 2035. وأفاد فريق آخر من العلماء مؤخراً بوجود احتمال بنسبة 90 في المئة لانفجار ثقب أسود واحد على الأقل خلال السنوات العشر القادمة.
وإذا حدث ذلك، فمن المفترض أن تتمكن التلسكوبات الموجودة في الفضاء وعلى الأرض من التقاط الحدث.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى علوم الفضاء