الوثيقة | مشاهدة الموضوع - العلماء في حيرة من أمرهم بعد اكتشاف «حياة مستحيلة» مختبئة تحت القطب الشمالي
تغيير حجم الخط     

العلماء في حيرة من أمرهم بعد اكتشاف «حياة مستحيلة» مختبئة تحت القطب الشمالي

مشاركة » الأحد نوفمبر 02, 2025 2:30 am

6.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: أصيب العلماء بالحيرة بعد اكتشاف ما وصفوه بأنه «حياة مستحيلة» لكن تبين لهم أنها مزدهرة وموجودة تحت الجليد في القطب الشمالي، وهو ما لم يكن متوقعاً على الإطلاق.

وبحسب ما نقل تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، فإن الكائنات الدقيقة التي تم اكتشافها من قبل العلماء والتي لا تُرى بالعين المجردة تبين أنها تعيش أسفل السطح المتجمد للمحيط المتجمد الشمالي مباشرةً.
واكتشفها خبراء في جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، وتعيش هذه البكتيريا على المواد العضوية المذابة في الماء البارد. كما تحتاج إلى تحويل النيتروجين للبقاء على قيد الحياة، ولكن من المثير للدهشة أن هذا الغاز نادرٌ عموماً في المحيط المتجمد الشمالي، لذا فإن كيفية ازدهار هذه الكائنات في الماء تحديداً قد تركت العلماء في حيرة من أمرهم.
وقال العلماء في بيان: «لقد اكتشفنا ظاهرة مهمة تحت جليد بحر القطب الشمالي كانت تُعتبر سابقاً مستحيلة». وأضافوا: «قد يكون لهذه الظاهرة آثار على السلسلة الغذائية وميزانية الكربون في الشمال البارد».
ويُحذّر الباحثون أيضاً من انخفاض الجليد البحري في القطب الشمالي عما ينبغي أن يكون عليه بسبب الاحتباس الحراري، ما قد يُساعد هذه الكائنات على البقاء.
ووفقاً للباحثين، تُعرف هذه الكائنات الدقيقة رسمياً باسم «البكتيريا الدايازوتروفية غير الزرقاء». وهذه البكتيريا «مثبتة للنيتروجين»، أي أنها تحتاج إلى تحويل النيتروجين الجوي إلى شكل صالح للاستخدام، مثل الأمونيوم، للبقاء على قيد الحياة.
وعلى عكس العديد من البكتيريا الأخرى تحت الماء، لا تقوم البكتيريا الدايازوتروفية غير الزرقاء «NCDs» بعملية التمثيل الضوئي.
وتضمن العمل الميداني للفريق قياسات تثبيت النيتروجين من عينات مياه في 13 موقعاً مختلفاً في القطب الشمالي من على متن سفينة الأبحاث «RV Polarstern».
ووجد الخبراء معدلات تثبيت نيتروجين عالية ومفاجئة، خاصة عند حافة الجليد، حيث يذوب الجليد بنشاط أكبر.
ويقول العلماء إن الأمر الغريب هو أن النيتروجين نادر نسبياً في المحيط المتجمد الشمالي، مما يعني أن البكتيريا المثبتة للنيتروجين لا ينبغي أن تزدهر هناك.
وقالت الدكتورة ليزا دبليو. فون فريسن، مؤلفة الدراسة: «حتى الآن، كان يُعتقد أن تثبيت النيتروجين لا يمكن أن يحدث تحت الجليد البحري». وأضافت: «كان يُفترض أن الظروف المعيشية للكائنات الحية التي تُجري عملية تثبيت النيتروجين سيئة للغاية. كنا مخطئين».
وفي المحيط المتجمد الشمالي، تتغذى البكتيريا غير العضوية وغيرها من البكتيريا على المواد العضوية الذائبة التي تُطلقها الطحالب، من بين مواد أخرى.
وفي المقابل، تُطلق البكتيريا النيتروجين «الثابت» (الأمونيوم)، ما يُساعد الطحالب في المياه المحيطة على النمو.
وللأسف، قد يُمثل نمو الطحالب المفرط في القطب الشمالي نذير شؤم، إذ قد يؤدي إلى «ازدهار طحالب» خارج عن السيطرة، وهو سام وضار بالأسماك والمحار والثدييات البحرية وغيرها.
ووفقاً للدكتورة فون فريسن، تُشير النتائج إلى أن إمكانات إنتاج الطحالب في القطب الشمالي قد تم التقليل من شأنها. والأهم من ذلك، أن تغير المناخ هو على الأرجح السبب الرئيسي للتغيرات المُلاحظة.
وفي القطب الشمالي، يمر الجليد البحري بدورة موسمية كل عام، حيث ينتشر في الخريف والشتاء ثم ينحسر في الربيع والصيف، ولكن بسبب تغير المناخ، ترتفع درجات الحرارة بشكل عام، ويتقلص متوسط ​​مساحة الجليد البحري في القطب الشمالي، بحسب ما يؤكد العلماء المختصون.
ويحذر الباحثون من أن القطب الشمالي يشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة بمعدلات تصل إلى أربعة أضعاف المعدل العالمي، ما تسبب في انخفاضات كبيرة في تغطية الجليد البحري وعمره وسمكه.
ووفقاً للباحثين، فإن مناطق الجليد البحري الذائب بنشاط تتميز عموماً بتثبيت النيتروجين بشكل أكبر مقارنةً بالمناطق المغطاة بالجليد في القطب الشمالي، لذا، يبدو من المرجح أن يكون تغير المناخ هو المسؤول عن هذا النمط المرتفع من تثبيت النيتروجين الذي لاحظوه.
ومن الغريب أن مساحات المياه المفتوحة تحتوي على مستويات مماثلة من النيتروجين في المناطق المغطاة بالجليد، لكن الفريق غير متأكد من سبب ذلك.
وهذه الدراسة هي الأولى التي تُظهر حدوث ظاهرة تثبيت النيتروجين تحت الجليد البحري حتى في وسط القطب الشمالي، ولذلك، ينبغي أن يؤخذ تثبيت النيتروجين في الاعتبار «ضمن المعادلة» عندما يحاول الناس التنبؤ بما سيحدث للمحيط المتجمد الشمالي في العقود المقبلة مع تراجع الجليد البحري، كما أضاف المؤلفون.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات

cron